العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـرِمْ وَالِدَيْـكَ بِـهِ *** والأُمُّ أَوْلَـى بِـإِكْـرَامٍ وَإِحْـسَـانِ
وَحَسْبُهَا الحَمْـلُ وَالإِرْضَـاعُ تُدْمِنُـهُ*** أَمْـرَانِ بِالفَضْـلِ نَـالاَ كُلَّ إِنْسَـانِ


النفس تبكي على الدنيا
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنهـا *** إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُـه *** وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ***ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطــنةً ***حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت ***أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهـا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجــلٍ ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــا
المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا ***والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاقٌ مطهـرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها ***والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها ***ولست ارشدُ إلا حين اعصيها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها *** والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسـل ***والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفةً ***تسبــحُ الله جهراً في مغانيهـــا
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها ***بركعةٍ في ظــلام الليــــل يحييها
القصيدة منسوبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه


لاحَ الضِّيَاءُ مَلِيْكَتِي فانْسَابِي *** نَحْوَ الجِنَانِ بِرقَّةٍ وَشَبَابِ
لاحَ السَّنَا فَتَأَلَّقِيْ فَوقَ المَدَى *** بِمآذِنٍ ، وَمَنَابِرٍ ، وَقِبَابِ
ألقٌ هُنَا ، والشّعْرُ يُتْلَى سُوْرَةٌ *** أبداً يُرتِّلُ غزّة الأحْبَابِ
تلْكَ التي دَفقَتْ رَحِيْقَ وَرِيدِهَا *** أحلى من الأنْهارِ والأطْيَابِ
تلْكَ التي ترْسُو عَلَى شّطِّ المُنى *** وتبِيتُ فَوقَ خمَائِل الأثْوابِ
هَذِي التي وَهَبَتْ حَشَاشَةَ جَوْفِهَا *** يَوْمَ الوَغَى لِمرَاتِعِ الأعْنَابِ
هِيَ غَزَّةٌ لَحْنُ الإِبَاءِ وَقِصَّةٌ *** لِلصَّامِدِيْنَ مَنَارَةُ الأصْحَابِ
أَنْتِ ( السَّكِيْنَةُ ) فَامْنَحِيْنِيْ لَحْظَةً *** مُنْسَابَةً ، تَنْهَالُ فِيْ أعْصَابِي
أَنْتِ ( القَصِيْدَةُ ) فَاحْضُنِينِيْ سَاعَةً *** لأجُولَ فِي الشَّفَتَيْنِ والأهْدَابِ
أَبْحَرْتِ فِيْ جَوْفِ الهَوَى يا غَزَّتِي *** وَشَدَوتِ لَحْنَ الشُّكْرِ لِلْوَهَّابِ
وَرَسَمْتِ فِيْ وَجْهِ الأصِيْلِ حِكَايَةً *** بِالحُبِّ ،، لا بِزَعَامَةِ الإِرْهَابِ
وَجَرَعْتِ لَيْلَ الظُّلْمِ كَأسَ مَضَاضَةٍ *** مَمْزُوجَةً بِمَذَلَّةٍ وَ عَذَابِ
وَوَقَفْتِ فِيْ وَجْهِ العَدُوِّ قَوِيَّةً *** وَرَدَدْتِ صُهْيُونَاً وَحَشْدَ كِلابِ
أمَدِيْنَةَ الأبْطَالِ إِنِّيْ شَائِقٌ *** وَرُؤَاكِ فَاقَ تَخَيُّلِيْ وَحِسَابِي
العِشْقِ فِيْكِ مَشَاعِرٌ سَطَّرْتُهَا *** بِمِدَادِ حَرْفِيْ فَوْقَ خّدِّ كِتَابِي
أَنَا ذّلِكَ ( الشّعْرُ ) الَّذِيْ يَغْفُوْ عَلَى *** أَذِهْانِ كُلِّ قَوَافِلٍ وَرِكَابِ
مِنْ طَيْبَةِ الوَسْنَى أَتَاكِ مِدَادُهَُ *** وَ سَمَاْ بِنُوْرٍ هَلَّ مِنْ مِحْرَابِ
أَبَديَةً جَاءَتْ وَفِيْ أَنْسَامِهَا *** مِسْكَاً شَذِيَّاً ، يا رِيَاضَ رِحَابِي
جَاءَتْ بِبَوْحٍ صَادِقٍ كَمْ حَفَّهُ *** شَوْقٌ إِلَى لُقْيَاكِ دُوْنَ إيَابِ
فَتَّشْتُ عَنْ أَلَقِ الدُّهُوْرِ فَجِئْتِنِيْ *** أَسْمَى مِنَ الأَنْوَارِ والآدَابِ
رُوْحُ الصُمُوْدِ ، مَدِيْنَةٌ لا تَنْتَهِيْ *** قَسَمَاً بِرَّبِيْ هَازِمِ الأحْزَابِ
سعيد الكاساني