(الشقيقتان (فلسطين والعراق
إهداء إلى كلِّ فلسطيني وعراقي استشهد
أو يعيش من أجل معركة
تسمى معركة التراب.

فلسطينُ يا بسمةً
ويا موعداً في سماء انتظاريفي الجوارِ
ويا دولةً سوف تحيا لمجدٍ
ويا ثورةً في عروق الحجارِ
تُراني أحِبُّ التَّغنِّي بشعرٍ
تُراني أحبُّ احتراقي بناري؟
إذا كانَ للشِّعر هذا الحريقُ
فلا بُدَّ أن أستلذَّ احتظاري
لَأنتِ البلادُ التي في رُباها
تموتُ النُّفوسُ بكلِّ افتخارِ
تَمنَّيتُ موتاً على ساعديكِ
طلبتُ المَماتَ وذاكَ اختياري
حرامٌ عليَّ السُّباتُ الطويلُ
وشعبٌ يعاني لردِّ اعتباري...
بُغاةٌ من الذُّلِّ لمَّا استطانوا
أرادوا حلولاً بغير الحوارِ
وراحوا صغاراً بقتلٍ وجوعٍ
فقُمنا كباراً بألفِ انفجارِ
تَرانا إذا ما تثورُ النُّفوسُ
سيولاً تهادتْ بفعلِ الدَّمارِ
وراحتْ تهُدُّ القلاعَ الرَّواسي
فليستْ تُبـالي بأيِّ اعتذارِ
حَبَانا الإلـه ثباتاً وصبراً
فكُنَّا ضياءً كشمسِ النَّهارِ...
بقـاعُ الدُّعاءِ عليكمْ تُنادي
فهُبُّوا إليها وضُمُّوا السَّواري
وعُودوا مريضاً فإنَّ الرَّسولَ
دعانا ووصَّى بحسنِ الجوارِ...
تركتُمْ فلسطينَ في بحرِ ظُلمٍ
فطالتْ أيادي العدا كلَّ دارِ
فهذا العراقُ أريقتْ دمـاهُ
على كلِّ غصنٍ وكلِّ جدارِ
رجالٌ أسارى، نساءٌ حيارى
ترابٌ تلظَّى بدمعِ الصِّغارِ
ببغدادَ كانتْ علومٌ تلوحُ
فما بالها اليومَ خلفَ السِّتارِ؟
وبالكوفةِ الحُبُّ غطَّ الدِّيارَ
حُبوراً، فيا طيبَ تلكَ الدِّيارِ
وبالموصلِ الشِّعرُ غنَّى سلاماً
وبالبصرةِ الفقهُ عمَّ البـراري
فأينَ القوافي وأين العلـومُ؟
وأينَ القصورُ ذواتُ الوقارِ؟
فهذي فلسطينُ ترجوا خلاصاً
ويرجوا العراقُ بريقَ انتصارِ
سلامٌ على القُدسِ إن لم تزوروا
دمـارٌ ببغـدادَ بعـدَ الفرارِ.

معركة التراب

|