
2
لقد مضى قرن كامل منذ أن انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا، والواقع أن الاستيطان في القدس قد انطلق قبل عام 1897، بستين عاماً، وان كان بخطوات، قليلة وخجولة، على يد متمولين يهود متحمسين أمثال مونتيفيوري روتشيلد. ففي عام 1827، بدأت رحلات عملية لاقامة أحياء يهودية في القدس. وفي الفترة الممتدة بين عامي 1842 و 1897، أُقيمت أحياء وكُنُس عدة، وبُنيت 27 مستوطنة في منطقة القدس وما حولها، احداهن أنشئت بطريق الخداع، عام 1859، إذ قيل وقتها ان المنشآت لبناء مستشفى، ولكن الحقيقة أنها كانت مساكن شعبية لليهود. وتم بناء أحياء يهودية على امتداد الطرق المؤدية الى بوابات المدينة الغربية والشمالية والجنوبية. وجرى ذلك تحايلاً على القانون وبمساعدة من القنصل البريطاني في القدس. فلم تدخل القوات البريطانية مدينة القدس 11 كانون الاول / ديسمبر 1917، إلا وكانت المرحلة الاولى قد نُفِّذت، لمحاصرة القدس وتحقيق الاكثرية اليهودية فيها.
وما بين عامي 1897 و 1930، أنشئت 24 مستوطنة يهودية أخرى، داخل القدس وفي ضواحيها، ليصل العدد الى 51 مستوطنة. وتحولت المدينة الى نقطة ارتكاز أساسي، لتوسيع الاستيطان، وهكذا أقامت جماعة يهودية من المقيمين في القدس، أول مستوطنة يهودية على ارض فلسطين، وكانت تسمى (بتاح تكفا).
وفيما عدد اليهود في القدس كان لا يتجاوز 3 آلاف نسمة، عام 1880، أمسى عام 1918، 10 آلاف نسمة. وتقول معلومات إسرائيلية رسمية، أن عدد السكان اليهود لدى نشوب الحرب العالمية الاولى عام 1914، كان 35 ألف نسمة (في فلسطين)، بالمقارنة مع خمسة آلاف يهودي فقط في أوائل القرن السادس عشر
.....................يتبع...................